جبل برقش (رأس برقش) يرتفع حوالي (875) متراً فوق مستوى سطح البحر، فيقدر عمر الجبل بأكثر من مائة مليون عام وهي الحقبة التي تعود إلى العصر الكريتاسي الأعلى "الطباشيري" حسب الدراسات المعمقة، وبالنسبة لجيولوجية الجبل تتشكل من أربعة تكوينات رئيسية تتعاقب فيها طبقات الصخور الجيرية، والصوانية، والجيرية المختلطة بالصوانية، وتكسوها طبقات من صخور العصر الثلاثي والحديث.
وبالنسبة لمغارة برقش فهي تكوين طبيعي يعود للعصر الكرياتيسي (35- 40 مليون سنة) ويقدر عمرها هو (40) مليون سنة. وهي تتكون من عدة دهاليز متصلة ببعضها وتقدر مساحتها بـ(5) دونمات ويختلف هذا الرقم تبعاً لاكتشاف المزيد فيها وهي أجمل المغارات الجيولوجية في العالم وهي تضاهي بجمالها وشكلها مغارة "جعيتا- لبنان".
والمغارة تقع ضمن تكوين صخري سماكته (50- 60) متراً وتقع دون مستوى سطح الأرض ما بين (20- 30) متراً وارتفاعها من (1- 20) متراً.
وما تحتويه من مخاريط من الصواعد بأرضيتها ومخاريطها النوازل المدلاة من سقفها ومن جدرانها بلونها القرمزي إضافة إلى لوحات جدارية طبيعية متدرجة في الألوان والأطاريف ذات جمال طبيعي نادر تشكلت في دهاليزها التي يزيد طول بعضها عن (100) متر عبر ملايين السنين.
وتشكلت الصواعد والنوازل بصور أعمدة كلسية يصل طول بعضها إلى (170) سنتمتراً ولا يزال بعضها في طور التشكيل. وتتدلى النوازل التي تلتصق بالسقف بطريقة رائعة وبألوان وردية وقرمزية مشكلة لوحات فنية سبلتها أنامل الخالق عبر ملايين السنين.
هذه المغارة التي اكتشفت عام 1995 وتم توسيع مدخلها عام 2003 محط اهتمامي، فالظلام الدامس يسود أجواء المغارة وتمتاز بالبرودة صيفاً والدفء شتاءً وبحرارة معدلها (18) درجة مئوية، وتفيد أجواؤها المنعشة المصابين بالأزمة التنفسية، كما تمتاز بتشكيلاتها الصخرية وبألوان متعددة أضفتها المعادن الذائبة في المياه التي تسربت عبر الشقوق مسببة تآكل وذوبان الصخور الجيرية ومن ثم تبخرها مكونة (صواعد/ وهوابط) إذ يحتالاج كل (سم) واحد منها إلى ما يتراوح ما بين (200- 300) سنة ليتكون قطرة قطرة.